2007/02/24

كلية بغداد


كلية بغداد

Sports Day1974

هذا الفلم وعلى بساطته هو فلم تسجيلي .. موثق لحياة شريحة من المجتمع العراقي في منتصف السبعينات من القرن الماضي .. رغم ان الشريحة المصورة هنا لاتمثل تماما مجتمع تلك الفترة .. اعتقد ان البعد الزمني يعطيه قيمة كبيرة

هناك الكثير ما يمكن ان يقال عن هذا الفلم .. ولكنني اشعر ان الكلمات هنا ستخون تلك الصور القادمة من عراق اخر .. عراق ما قبل "عصر الجاهلية" الحالي .. ساكتفي بما تبقى من ضوء في تلك الصور لمواجهة سواد الوضاعة التي تحكم/ تقتل العراق اليوم

2007/02/13

بهما تحدينا العالم


عدنان ولينا " .. ابطال من زمن اخر .. كلمة سر للدخول الى عالم سحري .. كنا صغار ونحب كرة القدم اكثر من أي شيء اخر .. ولكن كان هناك استثناء .. عدنان ولينا .. نستغني عن غبار الساحة الترابية لنستنشق غبار الحلم المتصاعد من مغامرات عدنان ولينا .. عدنان ولينا او كيف يُدمر العالم ويُولد من جديد على جناح سنونو.

عدنان ولينا.. العالم بعد حرب كارثية .. عالم آلات يريد تحويل البشر الى آلات .. لم يكن بعيدا عن عالمنا...الم نكن نحن ايضا اطفال حرب ؟ الم تُحجّمنا مشاهد الحرب ؟ الم تحاول "صور من المعركة" قتل تصوراتنا ؟ الجثث المتناثرة بعد كل هجوم ايراني .. الاجساد المنتفخة .. و ذلك الاسير .. كيف ننسى صورة ذلك الاسير المربوط من معصميه بحبال تسحبهما سيارتان تنطلقان في اتجاه معاكس .. فتمزقان كتفيه .. كيف نخرج تلك الصورة من رؤوسنا .. ما يجري في العراق هو شاهد على انها لازالت راسخة ويتم تغذيتها كل يوم .. ما يجري في العراق هي اجزاء اخرى من تلك الحرب.

لحسن الحظ كان هناك عدنان ولينا ..عدنان ولينا هي قصتنا .. قصة اطفال الحرب .. الهياكل الحديدية الخارجة من عوالم مهجورة .. مدن محطمة .. طائرات مخيفة .. وجوه آلية بلا ملامح ..امام كل ذلك تقف براءة لينا ، شجاعة عدنان ، وتهور عبسي المضحك .. لذلك احببناهم بقوة .. تابعنا حكاياتهم بشغف .. صدقنا تلك الحكايات .. صدقنا عيون لينا .. تلك الجنية الرائعة .. عيون لينا كانت دوائر حلم تدور فتخرجنا من محدودية عالم الحرب .. عدنان الطفل الصياد .. عدنان ذو القوة الخارقة التي كانت تثير فينا ضحك كثير و تسحرنا لتحديها كل قوانين الطبيعة .. عدنان ولينا اروع حكايات طفل .. فن طفل راقي فيه ابعاد فهم مختلفة تناسب الصغار والكبار .. فلسفة عميقة .. رفض معسكر السلطة المُعد للحرب الملوثة والمدمرة للبيئة .. وعناق للطبيعة وللناس البسطاء .. فلسفة بيئية .. بلا شك ان من وضع تلك الحكاية هو ياباني يبكي هيروشيما .. انسان ضد الحرب .. لم نفهم تلك المعاني بهذه الدقة انذاك .. ولكننا استبطنا قيمها بلا وعي .. نحن اطفال الحرب.

طفولتنا بضعة حكايات .. عدنان ولينا كانت حكاية من تلك الحكايات .. ثم بعد ذلك بضعة صداقات رائعة .. وبضعة كتب حوتها مكتبة عامرة .. و"غابة عيون" .. كلها ساعدتنا تراكميا على حفظ "توازننا" .. عندها نمت اجنحتنا بما يكفي .. وذات "ريح" .. طرنا كما نوارس لينا ..الى ما وراء البحار .. وداعا ايها السلاح !!

لا اعرف بالتحديد من هو القائل : اعطي نصف عمري للذي يمنح طفلا باكيا ضحكة .. لطيف .. انا اعتقد ان افضل شيء يمكن ان يُقدم لطفل .. باكِ ام غير باك .. هي قصة هادفة .. قصة تبني خياله و تبنيه نفسيا .. عندها كل شيء يصبح ممكنا.. فهو عندما يعتقد بقيمة الحياة سيبني عالما افضل عندما يكبر .. ذلك ان طفلا من دون قصص محفزة على الحياة .. مثيرة لخياله و لبذرة الابداع التي يحمل .. سيكون غير قادر عندما يكبر على مواجهة العالم .. فعندما تموت مخيلة طفل .. يموت بعض عالم .. هذا ما يقوله جيمس باري مؤلف كتاب "بيتر بان" برمزية رائعة :


every time a child says, `I don't believe in fairies,' there is a fairy somewhere that falls down dead. James Barrie - Peter Pan

في كل مرة يقول فيها طفل " انا لا اصدق بوجود جنيات" .. ستموت جنية صغيرة في مكان ما .

ترى كم "جنية" تموت يوميا في العراق !!

قرأت امس ان "ايات الله" الشيطانية تريد الاشراف على مناهج التعليم في المدارس العراقية .. ترى كم من اشباح التقية سيحرسون تلك الارض القاحلة التي ستدعى عندها .. حراق !!